الأحد، 17 يونيو 2012

{{ الإسراء والمعراج }}

 
" سُبحان الّذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذى بَركنا حولهُ لنُريهُ من ءايَتنآ إنَّهُ هُو السميعُ البصير" . صدق الله العظيم ***  وبعد . . عن الحسن أنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بينما أنا نائم فى الحجر إذ جاءنى جبريل فهمزنى بقدمه فجلست فلم أر شيئاً فعُدتُ إلى مضجعى ، فجاءنى الثانية فهمزنى بقدمه فجلست فلم أر شيئاُ فعدت إلى مضجعى ، فجاءنى الثالثة فهمزنى بقدمه ، فجلست ، فأخذ بعضُدى فقمت معه فخرج إلى باب المسجد ، فإذا دابّةُ أبيض بين البغل والحمار فى فخذيه جناحان يحفزُ بهما رجليه يضع يده فى منتهى طرفه ، فحملنى عليه ، ثم خرج معى لا يفوتنى ولا أفوته " . عن قتادة أنه قال حُدِّثت أن رسول الله قال " لماَّ دنوتُ منهُ لأركبه شمس ، فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحى يا بُراقُ مّما تصنع فوالله يا بُراقُ ما ركبك عبدٌ لله قبل محمد أكرم على الله منه ، قال : فاستحيا حتى ارفضّ عرقاً ثم قرّ حتى ركبتُهُ " . قال الحسن فى حديثه فمضى رسول الله ومضى جبريل عليه السلام معه حتى انتهى به إلى بيت المقدس فوجد إبراهيم وموُسى وعيسى فى نفر من الأنبياء فأمّهُم رسولُ الله فصلّى بهم ثم أُتى بإناءين فى أحدهما خمر وفى الآخر لبنٌ قال : فأخذ رسولُ الله إناء اللبن فشرب منه وترك إناء الخمر قال فقال له جبريل هُديت للفطرة وهُديت أمّتُك يامحمد وحُرّمت عليكم الخمر ثم انصرف رسول الله إلى مكة . فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر ، فقال أكثرُ الناس هذا والله الإمرُ البيّنُ والله إنَّ العير لتطرُد شهراً من مكة إلى الشام مُدبرةً وشهراً مُقبلةً ، أفيذهب ذلك محمدٌ فى ليلة واحدة ويرجع إلى مكة ؟  .عن عبد الله ابن مسعود قال : أتى رسول الله بالبراق وهى الدابة التى كانت تحمل عليها الأنبياء قبله : تضعُ حافرها فى مُنتهى طرفها فحُمل عليها ، ثم خرج به صاحبه يرى الآيات فيما بين السماء والأرض حتى انتهى إلى بيت المقدس فوجد إبراهيم الخليل وموسى وعيسى فى نفرِ من الأنبياء قد جُمعُوا له فصلّى بهم ثم أُتى بثلاثة آنية : إناء فيه لبن وإناء فيه خمر وإناء فيه ماء فقال رسول الله " فسمعتُ قائلاً يقُولُ حين عُرضت على : إن أخذ الماء غرق وغرقت أُمتُهُ وإن أخذ الخمر غوى وغوت أُمتُهُ ، وإن أخذ اللَّبن هُدى وهُديت أُمَّتُهُ " قال " فأخذتُ إناء اللَّبن فشربتُ منهُ ، فقال لى جبريل عليه السلام : هُديت وهُديت أُمتك يامحمد " . (( أبو بكر يطلب من النبى أن يصف له بيت المقدس )) ارتدّ كثيرممن كان أسلم ، وذهب الناس إلى أبى بكر فقالوا له : هل لك يا أبا بكر فى صاحبك ؟ يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة !! فقال لهم أبو بكر : إنكُم تكذبون عليه ، فقالوا بلى ، ها هو ذاك فى المسجد يُحدّث به الناس ، فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يُعجبُكم من ذلك ؟ فوالله إنه ليُخبُرنى إن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض فى ساعة من ليل أو نهار فأُصدَّقهُ ، فهذا أبعد مما تعجبون منه ثم اقبل حتى انتهى إلى رسول الله فقال يانبىَّ الله أحدّثت هؤلاء القوم أنك أتيت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال " نعم " قال يا نبىّ الله فصفهُ لى فإنى قد جئتُهُ ، فقال رسول الله " فرفُع لى حتى نظرتُ إليه " فجعل رسول الله يصفه لأبى بكر ويقول أبو بكر صدقت أشهد أنك رسول الله ، كلما وصف له منه شيئاُ قال صدقت أشهد أنك رسول الله ، حتى انتهى فقال رسول الله لأبى بكر " أنت يا أبا بكرِ الصِّدِّيقُ " فيؤمئذِ سماه الصَّدِّيق . وأنزل الله فيمن ارتد عن إسلامه لذلك " قال الله " وما جعلنا الرُّؤيا التى أريناك إلاّ فتنةً للنّاس والشجرة الملعُونة فى القُرآن ونُخوِّفُهُم فما يزيُدُهُم إلاَّ طُغياناً كبيراً " . (( رسول الله يصف إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام )) عن سعيد ابن المُسيِّب أن رسول الله وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم فى تلك الليلة ، فقال " أما إبراهيم فلم أررجُلاً أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه ، وأما موسى فرجل آدمُ طويلٌ ضربٌ جعدٌ أقنى كأنه من رجال شنُوءة ، وأما عيسى ابن مريم فرجل أحمرُ بين القصير والطويل سبطُ الشَّعر كثير خيلآن الوجه كأنه خرج من ديماس تخالُذ رأسهُ يقطُر ماء وليس به ماءٌ أشبه رجالكم به عُروة ابن مسعود الثقفى " . (( صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم )) كان صفة رسول الله فيما ذكر عمر مولى غُفرة عن إبراهيم ابن محمد ابن على ابن أبى طالب قال كان على ابن أبى طالب عليه السلام إذا نعت رسول الله قال : لم يكن بالطويل المُمغَّط ولا القصير المتردّد ، كان ربعةً من القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ، ولا السَّبط ، كان جعداً رجلاً ، ولم يكن بالمُطهّم ولا المُكلثم ، وكان أبيض مُشرباً أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المُشاش والكتد ، دقيق المسرُبة أجرد شثن الكفَّين والقدمين ، إذا مشى تقلَّع كأنَّما يمشى فى صبب وإذا التفت التفت معاً ، بين كتفيه خاتمُ النبوة ، وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفًّا ، وأجرأ الناس صدراً ، وأصدقُ الناس لهجةً ، وأوفى الناس ذمَّةً ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرةً ، من رآه بديهةً هابه ، ومن خالطه أحبّه ، يقول ناعتُه : لم أر قبله ولا بعده مثله ، صلى الله عليه وسلم " .(( خطبة الرسول وسط الأنبياء )) وقد وقف سيد المرسلين يلقى خطبة وسط الأنبياء بعد أن أمهم فى الصلاة وقال " الحمد لله الذى أرسلنى رحمة للعالمين ، وكافة للناس بشيراً ونذيراً ، وأنزل على القرآن فيه تبيان كل شيء ، وجعل أمتى وسطاً ، وجعل أمتى هم الأولين وهم الآخرين ، وشرح لى صدرى ، ووضع عنى وزرى ورفع لى ذكرى وجعلنى فاتحاً خاتماً " .  (( حديث أم هانىء فى الإسراء ))  عن أُم هانىء بنت أبى طالب رضى الله عنها ، واسمها هند ، أنها كانت تقول فى مسرى رسول الله ، : ما أُسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى بيتى نائم عندى تلك الليلة فى بيتى , فصلّى العشاء الآخرة ، ثم نام ونمنا ، فلما كان قبيل الفجر أهبّنا رسول الله ، فلما صلُى الصبح وصلينا معه قال " يا أُمّ هانىء ، لقد صلّيتُ معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادى ، ثم جئت بيت المقدس فصليتُ فيه ، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين "  ثم قام ليخرج فأخذتُ بطرف ردائه فتكشّف عن بطنه وكأنه قُبطيّةٌ مطويّةٌ ، فقلت له : يانبي الله ، لا تحدّث بهذا الحديث الناس فيُكذّبوك ويُؤذوك ، قال " والله لأُ حدّثنّهمُوهُ " فقلت لجارية لى حبشية : ويحك ! ! اتبعى محمداً رسول الله حتى تسمعى ما يقول للناس وما يقولون له ، فلما خرج رسول الله إلى الناس أخبرهم ، فعجبوا وقالوا : ما آية ذلك يا محمد فإنا لم نسمع بمثل هذا قطّ ؟ قال : " آية ذلك أنّي  مررت بعير بنى فلان بوادى كذا وكذا فأنفرهُم حسُّ الدابة ، فندّ لهُم بعيرٌ فدللتهم عليه ، وأنا مُوجه إلى الشام ، ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بنى فلان فوجدت القوم نياماً , ولهم إناء فيه ماء قد غطّوا عليه بشىء فكشفتُ غطاءه وشربت ما فيه ثم غطيتُ عليه كما كان ، وآية ذلك أن عيرهُم الآن تُصوّب من البيضاء ثنيّة التنعيم يقدُمها حملٌ أورق عليه غرارتان إحداهما سوداء والأُخرى برقاء ، قالت : فابتدر القومُ الثّنيّة فلم يلقهم أول من الجمل كما وصف لهم ، وسألوهم عن الإناء ، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءاً ماء ثم غطّوّهُ ، وأنهم هبُّوا فوجدوه مُغطّى كما غطّوه ولم يجدوا فيه ماءً ، وسألوا الآخرين وهم بمكة فقالوا : صدق والله ، لقد أنفرنا فى الوادى الذى ذكره وندّ لنا بعير فسمعنا صوت رجلِ يدعونا إليه حتى أخذناه .(( قصة المعراج وما شاهد فيه النبي من الآيات )) قال الله تعالى " والنجم إذا هوى * ماضلّ صاحبُكُم وما غوى * وما ينطقُ عن الهوى * إن هُو إلاّ وحىٌ يُوحى* علّمهُ شديدُ القُوى* ذُو مرّةٍ فاستوى* وهُو بالأُفُق الأعلى* ثُم دنا فتدلّى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى إلى عبده مآ أوحى* ماكذب الفُؤاد ما رأى* أفتُمروُنهُ على مايرى* ولقد رءآهُ نزلةً أُخرى* عند سدرة المُنتهى* عندها جنّةُ المأوى* إذ يغشى السدرة ما يغشى * مازاغ البصرُ وما طغى* لقد رأى من ءآيت ربه الكُبرى* " . عن أبى سعيد الخُدرى رضى الله عنه ، أنه قال : سمعت رسول الله يقول " لما فرغتُ مما كان فى ببيت المقدس أتى بالمعراج ، ولم أر شيئاً قطُّ أحسن منه ، وهو الذى يمُدُّ إليه ميتُكم عينيه إذا حُضر ، فأصعدنى صاحبى فيه ، حتى انتهى بى إلى باب من أبواب السماء يقال له باب الحفظة عليه ملك من الملائكة يقال له إسماعيل تحت يديه اثنا عشر ألف ملك تحت يدى كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك " قال يقول رسول الله حين حدث بهذا الحديث " وما يعلم جُنُود ربّك إلاّ هَّوُ " ، قال " فلما دخل بى قال من هذا ياجبريل ؟ قال محمد قال أوقد بُعث ؟ قال نعم ، قال فدعا لى بخير وقاله " . ، عن بعض أهل العلم عمن حدث عن رسول الله أنه قال " تلقّتنى الملائكة حين دخلتُ السماء الدنيا ، فلم يلقنى ملكٌ إلا ضاحكاً مستبشراً ، يقول خيراً ويدعو به ، حتى لقينى ملكٌ من الملائكة فقال مثل ما قالوا ودعا بمثل ما دعوا به ، إلا أنه لم يضحك ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره ، فقلت لجبريل : ياجبريل من هذا الملك الذى قال لى كما قالت الملائكة ولم يضحك ولم أر منه من البشر الذى رأيت منهم ؟ قال : فقال لى جبريل : أما إنه لو كان ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكاً إلى أحد بعدك لضحك إليك ولكنه لا يضحك ، هذا مالكٌ خازن النار ، فقال رسول الله : فقلت لجبريل وهو من الله تعالى بالمكان الذى وصف لكم " مطاعِ ثمَّ أمين " : ألا تأمره أن يرينى النار ، فقال : بلى ، يامالك أر محمداً النار ، قال : فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخُذنَّ ما أرى قال : فقلت لجبريل : يا جبريلُ ، مُرهُ فليرُدَّها إلى مكانها ، قال : فأمره ، فقال لها اخبى فرجعت إلى مكانها الذى خرجت منه ، فما شبَّهتُ رجوعها إلا وُقُوع الظل ، حتى دخلت من حيثُ خرجت ردَّ عليها غطاءها " . قال أبو سعيد الخدرى فى حديثه عن رسول الله : قال " لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجُلاً جالساً تُعرض عليه أرواح بنى آدم فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيراً ويسربه ، ويقول : روح طيبة خرجت من جسد طيب ، ويقول لبعضها إذا عرضت عليه : أُفِّ ، ويعبسُ بوجهه ، ويقول روح خبيثة خرجت من جسد خبيث ، قال : قلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أبوك آدم ، تُعرض عليه أرواح ذُريته فإذا مرتبه روح المؤمن منهم سُرَّ بها وقال روح طيبةٌ خرجت من جسد طيب ، وإذا مرت به روح الكافر منهم أفَّف منها وكرهها وساءه ذلك وقال روح خبيثة خرجت من جسد خبيث " . قال " ثم رأيت رجالاً لهم مشافرُ كمشافر الإبل فى أيديهم قطعٌ من نار كالأفهار يقذفونها فى أفواههم فتخرج من أدبارهم فقلت من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء أكلةُ أموال اليتامى ظُلماً " . قال " ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قطٌ بسبيل آل فرعون يمُرُّون عليهم كالإبل المهيُومة حين يُعرضون على النار يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك ، قال : قلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء أكلةُ الربا " . قال " ثم رأيت رجالاً بين أيديهم لحمٌ سمين طيبٌ إلى جنبه لحم غثّ مُنتنٌ يأكلون من الغثِّ المنتن ويتركون السمين الطيب ، قال قلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الذين يتركون ما أُحل الله لهم من النساء ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن " . قال " ثم رأيت نساءً مُعلَّقات بثُدُيِّهنَّ ، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء اللاتى أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم " . قال رسول الله اشتدَّ غضبُ الله على امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فأكل حرائبهم واطَّلع على عوراتهم " .(( صعود رسول الله إلى السموات السبع )) ثم رجع إلى حديث أبى سعيد الخدرى قال " ثم أصعدنى إلى السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة عيسى ابن مريم ويحيى ابن زكريا ، قال ثم اصعدنى إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجُلٌ صورته كصورة القمر ليلة البدر ، قال قلتُ من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أخوك يوسف ابن يعقوب ، قال ثم أصعدنى إلى السماء الرابعة فإذا فيها رجُلٌ فسألته من هُو ؟ فقال هذا إدريس ، قال يقول رسول الله " ورفعناهُ مكاناً علياًّ " ، قال ثم أصعدنى إلى السماء الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية عظيم العُثنُون لم أر كهلاً أجمل منه ، قال قلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا المُحبَّب فى قومه هارُون ابن عمران ، قال ثم أصعدنى إلى السماء السادسة ، فإذا  فيها رجل آدمُ طويلٌ أقنى كأنه من رجال شنُوءة فقلت  له من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أخوك موسى ابن عمران ، ثم أصعدنى إلى السماء السابعة فإذا فيها كهلٌ جالس على كرسى إلى باب البيت المعمور يدخُله كلّ يوم سبعُون ألف ملك لا يرجعون فيه إلى يوم القيامة لم أر رجُلاً أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه قال قلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أبوك إبراهيم قال ثم دخل بى إلى الجنة فرأيت فيها جارية لعساء فسألتها لمن أنت ؟ وقد أعجبتنى حين رأيتها فقالت : لزيد ابن حارثة فبشَّر بها رسول الله زيد ابن حارثة " .(( كيف فرضت الصلاة ؟ )) عن عبدالله ابن مسعود رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما بلغنى أن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السَّموات إلا قالوا له حين يستأذن فى دخولها : من هذا يا جبريل ؟ فيقول : محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : أوقد بُث إليه ؟ فيقول : نعم ، فيقولون : حيَّاهُ الله من أخٍ وصاحب ، حتى انتهى به إلى السماء السابعة ، ثم انتهى به إلى ربه ، ففرض عليه خمسين صلاة كلَّ يوم ، قال رسول الله : فأقبلت راجعاً ، فلما مررتُ بموسى ابن عمران ، ونعم الصَّاحبُ كان لكم ، سألنى كم فرض عليك من الصلاة ؟ فقلت : خمسين صلاةً كلَّ يوم ، فقال : إن الصلاة ثقيلةٌ ، وإن أمتك ضعيفةٌ ، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفِّف عنك وعن أُمتك ، فرجعتُ فسألت ربى أن يخفِّف عنى وعن أمتى ، فوضع عنى عشراً ، ثم انصرفتُ فمررتُ على موسى ، فقال لى مثل ذلك فرجعت ، فسألت ربى أن يخفف عنى وعن أمتى ، فوضع عنى عشراً ، ثم انصرفت ، فمررت على موسى ، فقال لى مثل ذلك ، فرجعت ، فسألت ربى ، فوضع عنى عشراً ، ثم رجعت فمررت على موسى ، فقال لى مثل ذلك ، فرجعت ، فسألته ، فوضع عنى عشراً ، فمررت على موسى ، ثم لم يزل يقول لى مثل ذلك كلما رجعت إليه ، قال فارجع فاسأل، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عنى إلا خمس صلوات فى كل يوم وليلة ، ثم رجعت إلى موسى ، فقال لى مثل ذلك ، فقلت : قد راجعتُ إلى ربى وسألته حتى استحييت منه ، فما أنا بفاعل ، فمن أدَّاهُنَّ منكم إيماناً بهنَّ واحتساباً لهُنَّ كان له أجر خمسين صلاةً " . صلوات الله على محمد صلى الله عليه وسلم .(( آخردعونا الحمدُ لله ربِّ العالمين ))

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

{{ لا فرع ولا عتيرة }}

لا فرع ولا عتيرة ، الفرع : ذبح أول ولد الناقة ، كانت العرب تذبحه لأصنامهم . العتيرة : ذبيحة رجب تعظيماً له . وقد نهى الإسلام عن الذبح تعظيماً للأصنام ، وغير معالم الجاهلية . وأباح الذبح باسم الله براً وتوسعاً . روى أبوهريرة أن رسول الله قال " لافرع ولا عتيرة " . وقال نُبيشة رضي الله عنه : نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب ، فما تأمرنا ؟ قال : اذبحوا لله في أي شهر كان ، وبروا لله وأطعموا . قال إنا كنا نُفرع فرعاً في الجاهلية ، فما تأمرنا ؟ قال : " في كل سائمة فرع نغذوه ما شيتك حتى إذا استجمل ذبحته ، فتصدقت بلحمه على ابن السبيل ، فذلك خير " . عن أبي رزين قلت : يارسول الله كنا نذبح في رجب فنأكل ونطعم من جاءنا ، فقال " لا بأس به " . روى أحمد والنسائي عن عمر ابن حارث أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، فقال رجل : يارسول الله الفرائع والعتائر . قال " من شاء فرع ومن شاء لم يفرع ، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر في الغنم الأضحية " . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربّ العالمين )) .