الخميس، 27 يونيو 2013

{{ خبر الأذان }}

لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالمدينة ، واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين ، واجتمع إليه أمر الأنصار ، استحكم أمر الإسلام ، فقامت الصلاة ، وفُرضت الزكاة والصيام ، وقامت الحدود ، وفرض الحلال والحرام ، وتبوّءوا الإسلام بين أظهرهم ، وكان هذا الحي من الأنصار هم الذين تبوّءوا الدار والإيمان ، وقد كان رسول الله حينما قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها ، بغير دعوة . ، عن عبد الله ابن زيد قال " لما أمر رسول الله بالناقوس ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوساَ : فقلت : يا عبدالله أتبيع الناقوس ؟ فقال وما تصنع به ؟ فقلت ندعو به إلى الصلاة ، قال أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ فقلت بلى فقال تقول الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداَ رسول الله ، أشهد أن محمداَ رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . ، قال ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال : وتقول إذا قمت إلى الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداَ رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، فلما أصبحت أتيت رسول الله فأخبرته بما رأيت ، فقال " إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال ، فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ، فإنه أندى صوتاَ منك " . ، وزاد أحمد في رواية ، فقمت مع بلال ، فجعلت ألقيه عليه ، ويؤذن بما قال : فسمع ذلك عمر ابن الخطاب وهو في بيته ، فخرج يجر رداءه ويقول : والذي بعثك بالحق يارسول الله لقد رأيت مثل ما رأى ، فقال رسول الله " فلله الحمد " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الأحد، 23 يونيو 2013

{{ وَإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيمٍ }}

 كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القول ، وكان الحلم والاحتمال ، والعفو عند المقدرة ، والصبر على المكاره ، وصفات أدَّبه الله بها ، وكل حليم قد عُرفت منه زلة ،وحُفظت عنه هفوه ، ولكنه لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبراً ، وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً . ، قالت عائشة ماخير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً ، فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه وماانتقم لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ، وكان أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضاً . ، وكان من صفة الجود والكرم على مالا يقادر قدره كان يعطى عطاء من لا يخاف فقراً ،صلى الله عليه وسلم . قال ابن عباس : كان النبي أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القرآن ، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة . ، وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يُجهل ، كان أشجع الناس ، حضر المواقف الصعبة ، وفرَّ عنه الكمأة والأبطال غير مرة ، وهو ثابت لا يبرح ، ومقبل لا يدبر ، ولا يتزحزح ، وما شجاع إلا وقد اُحصيت له فرة وحفظت عنه جولة سواه . صلى الله عليه وسلم ، قال على : كنا إذا حمى البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه . ، قال أنس : فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله راجعاً ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبى طلحة عرى ، في عنقه السيف ، وهو يقول " لم تراعوا ، لم تراعوا " .صدق رسول الله  ، وكان أشد الناس حياء وإغضاء . صلى الله عليه وسلم ، قال سعيد الخدري : كان أشد حياء من العذراء في خدرها ، وإذا كره شيئاً عُرف في وجهه ، وكان لا يثبت نظره في وجه أحد ، خافض الطرف لا يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس ، وكان لا يسمى رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه بل يقول " ما بال أقوام يصنعون كذا " .صدق رسول الله  ، وكان أحق الناس بقول الفرزدق : يغضىحياءً ويغضى من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم . ،وكان أعدل الناس ، وأعفهم ، وأصدقهم لهجة ، وأعظمهم أمانة اعترف له بذلك محاوروه وأعداؤه ، وكان يسمى قبل نبوته الأمين ، ويُتحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام . ، وكان أشد الناس تواضعاً ، وأبعدهم عن الكبر ، يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك وكان يعود المساكين ، ويجالس الفقراء ، ويجيب دعوة العبد ، ويجلس في أصحابه كأحدهم ، قالت عائشة : كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته ، وكان بشراً من البشر يفلى ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه . ، كان أوفى الناس بالعهود ، وأوصلهم للرحمة ، وأعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس ، وأحسن الناس عشرة وأدباً ، وأبسط الناس خلقاً ، أبعد الناس من سوء الأخلاق ، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا لعاناً ، ولا صخاباً في الأسواق ، ولا يجزى السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، وكان لا يدع أحداً يمشى خلفه وكان لا يترفع على عبيده وإيمائة في مأكل ولا ملبس ، ويخدم من خدمه ولم يقل لخادمه اُفٍّ قط ولم يعاتبه على فعل شيء أوتركه ، وكان يحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم ، ولايحقر فقيراً لفقره .صلى الله عليه وسلم  ، كان النبي مُحلَّى بصفات الكمال المنقطعة النظير ، وأحبه ربه فأحسن تأديبه ، حتى خاطبه مثنياً عليه فقال الله تعالى " وإنَّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ " .صدق الله العظيم  ، وكانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس ، وحببه إلى القلوب ، وصيره قائداً تهوى إليه الأفئدة، وألان منشكيمة قومه بعد الإباء ، حتى دخلوا في دين الله أفواجاً ، وحسبُه أن الله جمع له ذلك كله بقوله تعالى " وإنَّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ " .صدق الله العظيم (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

السبت، 22 يونيو 2013

{{ الصفا ت الخِلقية للنبي ، صلى الله عليه وسلم }}

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أزهر اللون ، أبيض مستنير مائل إلى الحمرة ، واسع الجبين ، أدعج العينين ، الدعج شدة سواد العينين مع سعتهما ، وقيل أكحل ، أهدب الأشفار ، طويل الأشفار ، مفلج الأسنان ، كَث اللحية تملأ صدره ، عظيم المنكبين ، رحب الكفين والقدمين ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد ، رجل الشعر، في شعره حجونة أي تثنٍّ قليل ، يضرب شعره إلى منكبيه ، إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من ثناياه ، ضخم الرأس والكراديس في وجهه تدوير ، ذا مشربة ، وهي الشعر الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب ، إذا مشى تقلع كأنما ينحط في صبب ، أي يمشى بقوة ، والصبب الحدور ، يتلألأوجهه كالقمر ليلة البدر ، حسن الصوت ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، سواء البطن والصدر ، أشهر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر طويل الزندين ، رحب الراحة منهوس العقبين ، أي قليل لحم العقب ، بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة ، وكبيضة الحمامة ، وكان إذا مشى كأنما تُطوى له الأرض ويجدون في لحاقه وهو غير مكترث ، وكان يسدل شعررأسه ثم فرقه ، وكان يرجله ويسرح لحيته ، ويكتحل بالإثمد كل ليلة في كل عين ثلاثة أطراف عند النوم .صلى الله عليه وسلم ، عن جابر ابن سمرة قال صليت مع رسول الله صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه ، فاستقبله ولدان ، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً ، قال وأما أنا فمسح خدي ، قال فوجدت ليده برداً أوريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطار. ، عن أنس قال كان رسول الله أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله ، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله . صلى الله عليه وسلم ، عن ربيعة ابن أبى عبد الرحمن قال سمعت أنس ابن مالك يصف النبي قال كانربعة من القوم ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ،ليس بجعد قطط ولا سبط رجل اُنزل عليه وهو ابن أربعين ، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه ، وبالمدينة عشرسنين ، وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء . صلى الله عليه وسلم ، قال ربيعة فرأيت شعراً من شعره فإذا هو أحمر فسألت فقيل احمرَّ من الطِّيب ، . ، عن أبى الطفيل قال رأيت رسول الله وما على وجه الأرض رجل رآه غيري ، قال الجريري فقلت له كيف رأيته ؟ قال كان أبيض مليحاً مقصداً .صلى الله عليه وسلم  ، عن البراء قال ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله ، شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين ، ليس بالطويل ولا بالقصير .صلى الله عليه وسلم ، عن البراء قال كان رسول الله أحسن الناس وجهاً ، وأحسنه خلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير . صلى الله عليه وسلم ، سُئل البراء كان وجه النبي مثل السيف ؟ قال لا بل مثل القمر .صلى الله عليه وسلم  ، عن أبي سعيد الخدرى قال كان النبي أشد حياء من العذراء في خدرها . صلى الله عليه وسلم ، عن ابن عباس أن رسول الله كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان رسول الله يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله رأسه . صلى الله عليه وسلم ، عن عبد الله ابن كعب قال سمعت كعب ابن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال فلما سلمت على رسول الله وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول الله إذا سُر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه . صلى الله عليه وسلم ، عن أنس ابن مالك قال دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال عندنا فعرق ، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم  فقال " ياأم سليم ! ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب الطيب العطر. صلى الله عليه وسلم (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

{{ النسب الشريف للنبي ، صلى الله عليه وسلم }}

النسب الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم ، هو ، محمد ، ابن عبدالله ، ابن عبد المطلب ، ابن هاشم ، ابن عبد مناف ، ابن قُصي ، ابن كلاب ، ابن مُرة ، ابن كعب ، ابن لؤي ، ابن غلب ، ابن فهر ، ابن مالك ابن النضر ، ابن كنانة ، ابن خزيمة ، ابن مدركة ، ابن إلياس ، بن مضر ، ابن نزار ، ابن معد ، ابن عدنان من ولد إسماعيل رسول الله ابن إبراهيم خليل الله ورسوله . إبراهيم عليه السلام وُلدله لصلبه ولدان ذكران عظيمان : إسماعيل من هاجر ، ثم إسحاق من سارة وولد له يعقوب أي من إسحاق كما قال الله تعالى * ومن ورآء إسحاق يعقُوب* .صدق الله العظيم * ، ويعقوب هو إسرائيل ألأذي ينتسب إليه سائر أسباطهم ، فكانت فيهم النبوة وكثروا جداً ، بحيث لا يعلم عددهم إلا الذي بعثهم واختصهم بالرسالة والنبوة حتى ختموا بعيسى ابن مريم من بني إسرائيل . ، وأما " إسماعيل عليه السلام فكانت العرب على اختلاف قبائلها ، ولم يوجد من سلالته من الأنبياء سوى خاتمهم على الإطلاق وسيدهم وفخر بني آدم في الدنيا والآخرة محمد أبن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم القرشي المكي ثم المدني صلى الله عليه وسلم ، فلم يوجد من هذا الفرع الشريف والغصن المنيف ، سوى هذه الجوهرة الباهرة والدرة الزاهرة ، وواسطة العقد الفاخرة ، وهو السيد الذي يفتخر به أهل الجمع ، ويغبطه الأولون والآخرون يوم القيامة .صلى الله عليه وسلم . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .


{{ مكا نة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بين قومه }}

مكانة النبي بين قومه ، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في خير قبيلة وأشرف نسب ، وهكذا الأنبياء يكونون أشرف نسباً وأكمل الناس خلقاً وخُلقاً . ، لذا سأل هرقل أبا سفيان ابن حرب عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال :(( هو فينا ذو نسب . ثم قال : سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل  تُبعث في نسب قومها)) .، عن أبى هريرة قال : قال رسول الله :((بُعثتُ من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً ، حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه )) ،عن واثلة ابن الأسقع أن النبي قال : (( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم )) . ، وفي فضل قريش عن أم هانىء مرفوعاً " فضَّل الله قريش بسبع خصال : فضلهم بأن عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قرشي ، وفضلهم بأن نصرهم يوم الفيل وهم مشركون ، وفضلهم بأن نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها غيرهم " لإيلآفقُريش * . ، وفضلهم بأن فيهم النبوة والخلافة والحجابة والسقاية . ،عن الأشعث ابن قيس قال : ( أتيت رسول الله في وفد ، ولا يروني إلا أفضلهم ، فقلت : يا رسول الله !ألستم منا؟فقال:(نحن بنو النضر ابن كنانة لا نقفو أمنا ، ولا ننتفى من آبينا ) فكان الأشعث يقول : " لا أوتى برجل نفى قريشاً من النضر ابن كنانة إلا جلدته الحد " . ،عن عبد المطلب ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب قال : أتى اُناس من الأنصار إلى النبي فقالوا إنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كباء ، فقال رسول الله أيها الناس من أنا ؟ قالوا أنت رسول الله . قال : أنا محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ، قال فما سمعناه قط ينتمي قبلها ، إلا أن الله خلق خلقه ، فجعلني من خير خلقه ، ثم فرقهم فرقتين ، فجعلني من خير الفرقتين ، ثم جعلهم قبائل ، فجعلني من خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً ، فجعلني من خيرهم بيتاً ، وأنا خيركم بيتاً ، وخيركم نفساً ). ، عن كليب ابن وائل قال : حدثتني ربيبة النبي زينب بنت أبي سلمة قال : ( قلتُ لها أرأيت النبي كان من مُضر ؟ قالت فممن كان إلا من مُضر ، من بني النضر ابن كنانة ). ، بل لقد كان الحجر يعرف قدر النبي فكان يسلم عليه قبل البعثة . ، عن جابر ابن سمرة قال قال رسول الله " إني لأعرف حجراً بمكة كان يُسلِّم عليَّ قبل أن اُبعث إني لأعرفه اللآن " . ، (( خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم )) عن أبى هريرة أن رسول الله قال " مثلى ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بنياناً فأحسنه وأجمله . إلا . موضع لبنة من زاوية من زواياه . فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وُضعت هذه اللبنة!قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )). آخردعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين .

{{أسماء النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكناه }}

بسم الله الرحمن الرحيم *** أسماء النبي وكناه ، قال رسول الله " إن لي أسماء ، أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد " . وقد سماه الله رءوفاً رحيماً . قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأناالماحي الذي يُمحى بي الكفر ) قال العلماء : المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب ، ومازوى له صلى الله عليه وسلم من الأرض ، ووعد أن يبلغه مُلك أمته . ويحتمل أن المراد المحو العام بمعنى الظهور بالحجة والغلبة ، كما قال الله " ليُظهرهُ على الدين كُلّهِ " . وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي مُحيت به سيئات من اتبعه فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ، ويكون كقوله تعالى " قُل للّذين كفرُو إن ينتهُو يُغفر لهُم مّا قد سلف " ، وفي الحديث الصحيح " الإسلام يهدم ماكان قبله " . * قوله : " وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على عقبي " أي على أثرى ، أي أنه يُحشر قبل الناس ، وهو موافق لقوله في الرواية الأخرى " يحشر الناس على قدمي " ويحتمل أن يكون المراد بالقدم الزمان أي وقت قيامي على قدمي بظهور علامات الحشر ، إشارة إلى أنه ليس بعده نبي ولا شريعة . * وأما العاقب ففسره في الحديث بأنه ليس بعده أي نبي أي جاء عقبهم . ، والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يسم بها أحد قبلي ، أو معظمه أو مشهوره في الأمم السابقة لا أنه أراد الحصر فيها . ، حمى الله هذه الأسماء أن يسمى بها أحد قبله ، وإنما تسمى بعض العرب محمداً قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار أن نبياً سيُبعث في هذا الزمان يسمى محمداً ، فرجوا أن يكونوا هم فسموا أبناءهم بذلك . ، في " التوراة " : أنه حرز للأميين ، وأن اسمه المتوكل . ، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الفاتح وقثم . ، وهو الصادق المصدوق . ، أحسن بيت قالته العرب قول أبى طالب في النبي صلى الله عليه وسلم : وشق له من اسمه ليُجله * فذو العرش محمود وهذا محمد * . ، ومن أسمائه المقفى ونبي التوبة ونبي المرحمة . ، عن أبي موسى الأشعرى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى لنا نفسه أسما فقال " أنا محمد وأحمد والمقفى ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة " . ، أما نبي التوبة ونبي الرحمة ونبي المرحمة ، فمعناها متقارب ومقصودها أنه جاء بالتوبة وبالتراحم ، قال الله " رُحمآءُ بينهُم " * وتواصوبالمرحمة * ، . وفي حديث آخر " نبي الملاحم " لأنه بُعث بالقتال، وإنما اقتصر على هذه الأسما مع أن له أسماء غيرها، لأنها موجودة في الكتب المتقدمة وموجودة للأمم السالفة . ومما وقع من أسمائه في القرآن بالاتفاق " الشاهد ، والمبشر ، النذير المبين ، الداعي إلى الله ، السراج المنير " . ، " المذكر ، والرحمة والنعمة ، والهادي ، والشهيد ، والأمين ، والمزمل ، والمدثر ". ، ومن أسمائه المشهورة " المختار ، المصطفى ، والشفيع ، والمشفع ، والصادق ، والمصدوق " . ،قال ابن دحية في تصنيف له مفرد في الأسماء النبوية : أسما النبي صلى الله عليه وسلم عدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعون اسماً . ، أما كنيته فكان صلى الله عليه وسلم يكني أبا القاسم بولده القاسم ، وكان كبر أولاده واختُلف هل مات قبل البعثة أو بعدها ، عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل ياأباالقاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال " سمو باسمي ولا تكتنوا بكنيتى " . ، وقد اختلف في جواز التكني بكنيته صلى الله عليه وسلم فالمشهور عن الشافعي المنع على ظاهر هذه الأحاديث ، وقيل : يختص ذلك بزمانه ، وقيل بمن تسمى باسمه . ، قال الإمام ابن القيم : أسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان : أحدهما : خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل ، كمحمد ، وأحمد ، والعاقب ، والحاشر ، والمقفى ، ونبي الملحمة . ، والثاني : مايشاركه في معناه غيره من الرسل ، ولكن له منه كماله ، فهو مختص بكماله دون أصلا كرسول الله ، ونبيه ، وعبده ، والشاهد ، والمبشر ، والنذير ، ونبي الرحمة ، ونبي التوبة . ، وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم ، تجاوزت أسماؤه المائتين ، كالصادق ، والمصدوق ، والرؤوف الرحيم ، إلى أمثال ذلك . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .

الجمعة، 21 يونيو 2013

{{ أولاد النبي ، صلى الله عليه وسلم }}


بسم الله الرحمن الرحيم *** أولاد النبي كان له صلى الله عليه وسلم ثلاثة بنين (1) القاسم ، وبه يُكني ، وُلد قبل النبوة وتوفى وهو ابن سنتين ، (2) عبد الله وسُمى الطيب والطاهر ، لأنه ولد بعد النبوة ، (3) إبراهيم ، ولد بالمدينة سنة ثمان ، ومات بها سنة عشر ، وهو ابن سبعة عشر شهراً ، (( وكان له صلى الله عليه وسلم أربع بنات )) (1) زينب ، تزوجها أبو العاص ابن الربيع ابن عبد العزى ابن شمس وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد . ، (2) فاطمة ، تزوجها على ابن أبى طالب رضى اللهُ عنه . ، (3) (4) رقية وأم كلثوم ، تزوجهما عثمان ابن عفان ، تزوج رقية ، ثم أم كلثوم ، وتوفيتا عنده ولهذا سُمى ذا النورين ، توفيت رقية يوم بدر في رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، وتوفيت أم كلثوم في شعبان سنة تسع من الهجرة ، فالبنات أربع ، بلا خلاف ، والبنون ثلاثة ، على الصحيح . ، وأول من وُلد للرسول القاسم ، ثم زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، وكلهم من خديجة ، إلا إبراهيم ، فإنه من مارية القبطية ، وكلهم توفوا قبل الرسول ، إلا فاطمة فإنها عاشت بعد الرسول ستة أشهر . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .

السبت، 15 يونيو 2013

(( أزواج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أمهات المؤمنين ))


بسم الله الرحمن الرحيم *** أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أمهات المؤمنين ، أولهن (1) خديجة بنت خُويلد القرشية الأسدية ، تزوجها قبل النبوة ولها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم ، وهي التي آزرته على النبوة وجاهدت معه ، وواسته بنفسها ومالها ، وأرسل الله إليها السلام مع جبريل ، وهذه خاصة لا تُعرف لامرأة سواها ، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين . ثم تزوج بعد موتها بأيام (2) سودة بنت زمعة القرشية ، وهي التي وهبت يومها لعائشة . ثم تزوج بعدها (3) أمَّ عبد الله عائشة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات حبيبة رسول الله عائشة بنت أبى بكر الصديق ، وعرضها عليه الملك قبل نكاحها في سرقة من حرير وقال ، " هذه زوجك " تزوج بها في شوال وعمرها ست سنين ، وبنى بها في شوال في السنة الأولى من الهجرة وهمرها تسع سنين ، ولم يتزوج بكراً غيرها ، وما نزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها ، وكانت أحب الخلق إليه ، ونزل عذرها من السماء ، واتفقت الأمة على كفر قاذفها ، وهي أفقه نسائه وأعلمهن ، بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق ، وكان الأكابر من أصحاب النبي يرجعون إلى قولها ويستفتونها ثم تزوج بعدها (4) حفصة بنت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ثم تزوج (5) زينب بنت خزيمة ابن الحارث القيسية ، من بني هلال ابن عامر ، وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين ، ثم تزوج (6) أم سلمة بنت أبي أمية القرشية المخزومية واسم أبي أمية حذيفة ابن المغيرة وهي آخر نسائه موتاً ثم تزوج (7) زينب بنت جحشن بني أسد ابن خزيمة وهي ابنة عمته أميمة ، وفيها نزل قوله تعالى " فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها " سورة الأحزاب آية37 ، وبذلك كانت تفتخر على نساء النبي وتقول زوَّجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سماوات ، ومن خواصها أن الله سبحانه وتعالى كان هو وليها الذي زوّجها لرسوله من فوق سماواته ، وتوفيت في أول خلافة عمرابن الخطاب ، وكانت أولاَ عند زيد ابن حارثة ، وكان رسول الله تبناه ، فلما طلقها زيد ، زوَّجه الله إياها لتتأسى به أمته في نكاح أزواج من تبنوه ، وبخاصة وأن الإسلام أبطل التبني بعد ذلك ثم تزوج (8) جويرية بنت الحارث ابن أبي ضرارالمصطلقية ، وكانت من سبايا بني المصطلق فجاءته تستعين به على كتابتها ، فأدى عنها كتابتها وتزوجها ثم تزوج(9) أم حبيبة واسمها رملة بنت سفيان صخر ابن حرب القرشية الأموية وقيل اسمها هند ، تزوجها وهي ببلاد الحبشة مهاجرة ، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وسيقت إليه من هناك ، وماتت في أيام أخيها معاوية ثم تزوج (10) صفية بنت حُي ابن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون ابن عمران أخي موسى ، فهي ابنة نبي ، وزوجة نبي ، وكانت من أجمل نساء العالمين ، وكانت قد صارت له من السبي أمة فأعتقها وجعل عتقها صداقها ثم تزوج (11) ميمونة بنت الحارث الهلالية وهي آخر من تزوج بها تزوجها بمكة في عمرة القضاء بعد أن حل منها . -------- فهؤلاء نساؤه المعروفات اللاتي دخل بهن  ، وأما من خطبها ولم يتزوجها ، ومن وهبت نفسها ولم يتزوجها ، فنحو أربع أو خمس وأن النبي بعث إلى الجونية ليتزوجها فدخل عليها ليخطبها فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها وكذلك الكلبية وكذلك التي رأى بكشحها بياضاً فلم يدخل بها والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن ، ------- ولا خلاف أن رسول الله توفى عن تسع وكان يقسم منهن لثمان 1 عائشة 2 حفصة 3 زينب بنت جحش 4 وأم سلمة 5 وصفية 6 وأم حبيبة 7 وميمونة 8 وسودة 9 وجويرية ، وأول نسائه لحوقاً به بعد وفاته زينب بنت جحش سنة عشرين ، وآخرهن موتاً أم سلمة سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد، -------وكان له سريتان مارية وريحانة بنت زيد ثم أعتقها ، عن قتادة قال (( تزوج النبي خمس عشرة امرأة ، فدخل بثلاث عشرة وجمع بين إحدى عشرة وتوفى عن تسع )) . آخردعوانا الحمد لله ربّ العالمين .