بسم الله الرحمن الرحيم *** أسماء النبي وكناه ، قال رسول الله " إن لي أسماء ، أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد " . وقد سماه الله رءوفاً رحيماً . قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأناالماحي الذي يُمحى بي الكفر ) قال العلماء : المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب ، ومازوى له صلى الله عليه وسلم من الأرض ، ووعد أن يبلغه مُلك أمته . ويحتمل أن المراد المحو العام بمعنى الظهور بالحجة والغلبة ، كما قال الله " ليُظهرهُ على الدين كُلّهِ " . وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي مُحيت به سيئات من اتبعه فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ، ويكون كقوله تعالى " قُل للّذين كفرُو إن ينتهُو يُغفر لهُم مّا قد سلف " ، وفي الحديث الصحيح " الإسلام يهدم ماكان قبله " . * قوله : " وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على عقبي " أي على أثرى ، أي أنه يُحشر قبل الناس ، وهو موافق لقوله في الرواية الأخرى " يحشر الناس على قدمي " ويحتمل أن يكون المراد بالقدم الزمان أي وقت قيامي على قدمي بظهور علامات الحشر ، إشارة إلى أنه ليس بعده نبي ولا شريعة . * وأما العاقب ففسره في الحديث بأنه ليس بعده أي نبي أي جاء عقبهم . ، والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يسم بها أحد قبلي ، أو معظمه أو مشهوره في الأمم السابقة لا أنه أراد الحصر فيها . ، حمى الله هذه الأسماء أن يسمى بها أحد قبله ، وإنما تسمى بعض العرب محمداً قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار أن نبياً سيُبعث في هذا الزمان يسمى محمداً ، فرجوا أن يكونوا هم فسموا أبناءهم بذلك . ، في " التوراة " : أنه حرز للأميين ، وأن اسمه المتوكل . ، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الفاتح وقثم . ، وهو الصادق المصدوق . ، أحسن بيت قالته العرب قول أبى طالب في النبي صلى الله عليه وسلم : وشق له من اسمه ليُجله * فذو العرش محمود وهذا محمد * . ، ومن أسمائه المقفى ونبي التوبة ونبي المرحمة . ، عن أبي موسى الأشعرى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى لنا نفسه أسما فقال " أنا محمد وأحمد والمقفى ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة " . ، أما نبي التوبة ونبي الرحمة ونبي المرحمة ، فمعناها متقارب ومقصودها أنه جاء بالتوبة وبالتراحم ، قال الله " رُحمآءُ بينهُم " * وتواصوبالمرحمة * ، . وفي حديث آخر " نبي الملاحم " لأنه بُعث بالقتال، وإنما اقتصر على هذه الأسما مع أن له أسماء غيرها، لأنها موجودة في الكتب المتقدمة وموجودة للأمم السالفة . ومما وقع من أسمائه في القرآن بالاتفاق " الشاهد ، والمبشر ، النذير المبين ، الداعي إلى الله ، السراج المنير " . ، " المذكر ، والرحمة والنعمة ، والهادي ، والشهيد ، والأمين ، والمزمل ، والمدثر ". ، ومن أسمائه المشهورة " المختار ، المصطفى ، والشفيع ، والمشفع ، والصادق ، والمصدوق " . ،قال ابن دحية في تصنيف له مفرد في الأسماء النبوية : أسما النبي صلى الله عليه وسلم عدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعون اسماً . ، أما كنيته فكان صلى الله عليه وسلم يكني أبا القاسم بولده القاسم ، وكان كبر أولاده واختُلف هل مات قبل البعثة أو بعدها ، عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل ياأباالقاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال " سمو باسمي ولا تكتنوا بكنيتى " . ، وقد اختلف في جواز التكني بكنيته صلى الله عليه وسلم فالمشهور عن الشافعي المنع على ظاهر هذه الأحاديث ، وقيل : يختص ذلك بزمانه ، وقيل بمن تسمى باسمه . ، قال الإمام ابن القيم : أسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان : أحدهما : خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل ، كمحمد ، وأحمد ، والعاقب ، والحاشر ، والمقفى ، ونبي الملحمة . ، والثاني : مايشاركه في معناه غيره من الرسل ، ولكن له منه كماله ، فهو مختص بكماله دون أصلا كرسول الله ، ونبيه ، وعبده ، والشاهد ، والمبشر ، والنذير ، ونبي الرحمة ، ونبي التوبة . ، وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم ، تجاوزت أسماؤه المائتين ، كالصادق ، والمصدوق ، والرؤوف الرحيم ، إلى أمثال ذلك . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق