الأربعاء، 4 يوليو 2012

{{ تحويل القبلة }}



" قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " . صدق الله العظيم  .  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبل البيت ، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون ، فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قِبَل مكة ، فداروا كما هم قِبل البيت وكان الذي قد مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالاً لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم " . وكان رسول الله يصلي نحو بيت المقدس ، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله ، فأنزل الله " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " . فقال رجال من المسلمين وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نُصرف إلى القبلة ، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس ؟ فأنزل الله " وما كان الله ليضيع إيمانكم " . وقال السفهاء من الناس وهم مشركو العرب ، وأحبار يهود ، والمنافقون ، ولآية عامة في هؤلاء كلهم ، ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها ؟ فأنزل الله " سيقول السفهاء من الناس ما ولاَّهُم عن قبلتهم الّتى كانُوا عليها قُل لله المشرقُ والمغربُ يهدى من يشآءُ إلى صراط مُّستقيمٍ " . عن ابن عباس أن رسول الله لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله سبعة عشر شهراً ، وكان رسول الله يحب قبلة إبراهيم ، فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله عزّ وجلّ " فولوا وجوهكم شطره " . أي نحوه ، فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ فأنزل الله " قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " . كان رسول الله أُمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس ، فكان بمكة يصلي بين الركنين فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس ، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجمع بينهما فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس . والمقصود أن التوجه إلى بيت المقدس بعد مقدم الرسول إلى المدينة واستمر الأمر على ذلك سبعة عشر شهراً ، وكان يكثر الدعاء والابتهال أن يُوجَّه إلى الكعبة التي هى قبلة إبراهيم عليه السلام ، فأجيب إلى ذلك وأمر بالتوجه إلى البيت العتيق ، فخطب رسول الله الناس فأعلمهم بذلك ، وكان أول صلاة صلاها إليها صلاة العصر ، وذكر المفسِّرين أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر وذلك في مسجد بني سلمة فسمي (( مسجد القبلتين )) وأما أهل قباء فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر من اليوم الثاني .  عن ابن عمر قال " بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله قد أُنزل عليه الليلة قرآن وقد أُمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة " ، ولما وقع هذا حصل لبعض الناس من أهل النفاق والريب والكفرة من اليهود ارتيابٌ وزيغ عن الهدى وتخبيط وشك وقالوا " ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " أي قالوا ما لهؤلاء تارة يستقبلون كذا وتارة يستقبلون كذا ؟ فأنزل الله جوابهم في قوله " قل لله المشرق والمغرب " أي الحكم والتصرف والأمر كله لله " فأينما تولوا فثم وجه الله " أي الشأن كله في امتثال أوامر الله ، فحيثما وجهنا توجهنا ، فالطاعة في امتثال أمره ولو وجهنا في كل يوم مراتٍ إلى جهات متعددة فنحن عبيده ، وهو تعالى له بعبده ورسوله محمد وأُمته عناية عظيمة إذ هداهم إلى قبلة إبراهيم خليل الرحمن وجعل توجههم إلى الكعبة أشرف بيوت الله في الأرض إذ هي بناء إبراهيم الخليل عليه السلام ولهذا قال " قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " .