بسم الله الرحمن الرحيم *** وبعد . . تعريف الاستحاضة هي استمرار نزول الدم وجريانه في غير أوانه . (( أحوال المستحاضة )) المستحاضة لها ثلاث حالات (( الحالة الأولى )) أن تكون مدة الحيض معروفة لها قبل الاسحاضة وفي هذه الحالة تعتبر هذه المدة المعروفة هي مدة الحيض والباقي استحاضة . عن أم سلمة أنها استفتت رسول الله في امرأة تُهراق الدم فقال " لتنظر قدر الليالي و الأيام التي كانت تحيضهن وقدرهن من الشهر فتدع الصلاة ثم لتغتسل ولتستثفر ثم تصلي " . هذا حكم المرأة يكون لها من الشهر أيام معلومة تحيضها في أيام الصحة قبل حدوث العلة ثم تستحاض فتهريق الدم ويستمر بها السيلان أمرها رسول الله أن تدع الصلاة من الشهر قدر الأيام التي كانت تحيض قبل أن يصيبها ما أصابها فإذا استوفت عدد تلك الأيام اغتسلت مرة واحدة وحكمها حكم الطاهر . (( الحالة الثانية للمستحاضة )) أن لا تكون لها عادة ولكنها تستطيع تمييز دم الحيض عن غيره وفي هذه الحالة تعمل بالتمييز ، لحديث فاطمة بنت أبي حُبيش أنها كانت تستحاض فقال لها رسول الله " إذا كان دم الحيض فإنه أسود يعرف فإذا كان كذلك فامسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي فإنما هو عرق " . (( الحالة الثالثة للمستحاضة )) أن يستمر بها الدم ولم يكن لها أيام معروفة إما لأنها نسيت عادتها أو بلغت مستحاضة ولا تستطيع تمييز دم الحيض وفي هذه الحالة يكون حيضها ستة أيام أو سبعة على غالب عادة النساء ، لحديث حمنة بنت جحش قالت كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة فجئت رسول الله أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت يارسول الله إنى استحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها وقد منعني الصلاة والصيام ؟ فقال " أنعت لك الكرسُف فإنه يذهب الدم " قالت هو أكثر من ذلك قال " فتلجمي " قالت إنما أثُجُّ ثَّا فقال " سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليها فأنت أعلم " فقال لها " إنما هذه رُكضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام إلى سبعة في علم الله ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقيت فصلي أربعاً وعشرين ليلة أو ثلاثاً وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزيك وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن بميقات حيضهن وطهرهن وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين ثم تصلين الظهر والعصر جميعاً ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الفجر وتصلين فكذلك فافعلي وصلي وصومي إن قدرت على ذلك " وهذا أحب الأمرين إليَّ " . هي امرأة مبتدأة لم يتقدم لها أيام ولا هي مًميزَّة لدمها وقد استمر بها الدم حتى غلبها فرد رسول الله أمرها إلى العرف الظاهر والأمر الغالب من أحوال النساء كما حمل أمرها في تحيضها كل شهر مرة واحدة على الغالب من عادتهن ويدل على هذا قول رسول الله " كما تحيض النساء ويطهرن بميقات حيضهن وطهرهن " . وهذا أصل في قياس أمر النساء بعضهن على بعض في باب الحيض والحمل والبلوغ وما أشبه هذا من أمورهن . (( أحكام المستحاضة )) (1) المستحاضة لا يجب عليها الغسل لشيء من الصلاة ولا في وقت من الأوقات إلا مرة واحدة حينما ينقطع حيضها . (2) المستحاضة عليها الوضوء لكل صلاة ، لقول رسول الله " ثم توضئي لكل صلاة " . وعند المذهب المالكي يستحب لها الوضوء لكل صلاة ولا يجب إلا بحدث آخر . (3) المستحاضة تغسل فرجها قبل الوضوء وتحشوه بقطنة دفعاً للنجاسة وتقليلاً لها فإن لم يندفع الدم بذلك شدت مع ذلك فرجها وتلجمت واستثفرت ولا يجب هذا وإنما هو الأولى . (4) المستحاضة ألا تتوضأ قبل دخول وقت الصلاة عند الجمهور إذا طهارتها ضرورية فليس لها تقديمها قبل وقت الحاجة . (5) المستحاضة يجوز لزوجها أن يطأها في حال جريان الدم ولم يرد دليل بتحريم جماعها . المستحاضة يأتيها زوجها إذا صلت فالصلاة أعظم ، يعني لها أن تصلي ودمها جار وهي أعظم ما يشترط لها الطهارة جاز جماعها . وعن عكرمة بنت حمنة أنها كانت مستحاضة وكان زوجها يجامعها . (6) المستحاضة لها حكم الطاهرات فتصلي وتصوم وتعتكف وتقرأ القرآن وتمس المصحف وتحمله وتفعل كل العبادات . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق