السبت، 3 سبتمبر 2011

(( قريش تنازع عبد المطلب فى حفر بئر زمزم ، وتحتكم فى شأنها ))

بسم الله الرحمن الرحيم * (( فلما بين إلى عبد المطلب له شأنها ، ودل على موضعها ، وعرف أنه قد صدق ، غدا لعبد المطلب ومعه ابنه الحارث ابن عبد المطلب ، ليس له يؤمئذ ولد غيره ، فحفر فيها ، فلما بدا لعبد المطلب الطى كبر ، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ،فقاموا إليه ، فقالوا : يا عبد المطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقًّا ، فأشركنا معك فيها ، قال : ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم ، وأعطيته من بينكم ، فقالوا له : فأنصفنا فإنًا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها ، قال : فا جعلوا بينى وبينكم من شئتم أحاكمكم  إليه ، قالوا : كاهنة بنى سعد هذيم ، قال نعم ، وكانت كاهنة بنى سعد بأشراف الشام ، فركب عبد المطلب ومعه نفر من بنى أبيه من بنى عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر ،والأرض إذ ذاك مفاوز ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام فنى ماء عبد المطلب وأصحابه فظمئوا حتى أيقنوا بالتهلكة ، فا ستسقوا من معهم من قبائل قريش ، فأبوا عليهم ، فقالوا : إنا بمفازة ، ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوّفُ على نفسه وأصحابه قال : ماذا ترون ؟ قالوا : ما رأينا إلاّ تبعٌ لرأيك ، فمرنا بما شئت ، قال : فإنى أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه فى حفرته ، ثم واروه ، حتى يكون آخركم رجلا واحداً ، فضيعةُ رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعاً ، قالوا : نعم ما أمرت به ، فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشاً ، ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضربُ فى الأرض ولا نبتغى لأنفسنا لعجزٌ ، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلُوا ، فارتحلُوا ، حتى إذا فرغُوا ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها ، فلما انبعثت به انفجرت من تحت خُفّها عين من ماء عذب ، فكبر عبدُ المطلب ، وكبر أصحابه ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا حتىملأُوا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال : هلُمّ إلى الماء فقد سقانا الله فاشربوا واستقوا ، فجاءوا فشربوا واستقوا ، ثم قالوا : قد والله قضى لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك فى زمزم أبداً ، إن الذى سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذى سقاك زمزم فارجع إلى سقايتك راشدا ، فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلّوا بينه وبينها**** ثُمّ آدعُ بالماء الروى غير الكدر _________ يسقى حجيج الله فى كُلّ مبرّ ____ ليس يخافُ منهُ شىءٌ ما عمر *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق