بسم الله الرحمن الرحيم *** وبعد . . اختار الله سنناً للأنبياء وأمرنا بالاقتداء بهم فيها وجعلها من قبيل الشعائر التي يكثر وقوعها ليُعرف بها أتباعهم ويتميزوا بها عن غيرهم وهذه الخصال تسمى سنن الفطرة وهي (1) الختان وهو قطع الجلدة التي تغطي الحشفة لئلا يجتمع فيها الوسخ وليتمكن من الاستبراء من البول ولئلا تنقص لذة الجماع هذا بالنسبة إلى الرجل . وأما المرأة فيقطع الجزء الأعلى من الفرج بالنسبة لها وهو سنة قديمة . قال رسول الله " اختتن إبراهيم بعدما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم " . ومذهب الجمهور أنه واجب . (2) الاستحداد وهو حلق العانة . (3) نتف الإبط (4) تقليم الأظافر (5) قص الشارب أو إحفاؤه . قال رسول الله " خالفواالمشركين وفّرُوااللحى واحفوا الشّوارب " . قال رسول الله " خمس من الفطرة الاستحدادُ والختانُ وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر " . فلا يتعين منهما شيء وبأيهما تتحقق السنة فإن المقصود أن لا يطول الشارب حتى يتعلق به الطعام والشراب ولا يجتمع فيه الأوساخ . قال رسول الله " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " . ويستحب الاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب أو إحفاؤه كل أسبوع استكمالاً للنظافة واسترواحاًً للنفس فإن بقاء بعض الشعور في الجسم يولد فيها ضيقاً وكآبة وقد رخص ترك هذه الأشياء إلى الأربعين ولا عذر لتركه بعد ذلك . عن أنس قال " وقّت لنا رسول الله في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا يترك أكثر من أربعين ليلة " . (6) إعفاء اللحية وتركها حتى تكثر بحيث تكون مظاهر الوقار فلا تقصر تقصيراً يكون قريباً من الحلق ولا تترك حتى تفحش بل يحسن التوسط فإنه في كل شيء حسن ثم إنها من تمام الرجولة وكمال الفحولة . قال رسول الله " خالفوا المشركين وفّروااللحّي وأحفواالشارب " . وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه " . (7) إكرام الشعر إذا وفر وترك بأن يدهن ويسرح . قال رسول الله " من كان له شعر فليكرمه " . عن عطاء ابن يسار قال " أتى رجل رسول الله ثائر الرأس واللحية فأشار إليه رسول الله كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته ففعل ثم رجع فقال رسول الله " أليس هذ خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان " . عن أبي قتادة " أنه كان له جمة ضخمة فسأل رسول اللهفأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم " وفي رواية " قلت يارسول الله إن لي جُمّة أفأرجلها ؟ قال نعم وأكرمها " . وأما حلق بعضه وترك بعضه فيكره تنزيهاً . لحديث نافع عن ابن عمر قال " نهى رسول الله عن القزع فقيل لنافع ما القزعُ ؟ قال أن يُحلق بعضُ رأس الصبي ويترك بعضه " . (8) ترك الشيب وإبقاؤه سواء كان في اللحية أم في الرأس والمرأة في ذلك سواء . قال رسول الله " لا تنتف الشيب فإنه نور المسلم مامن مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب الله له بها حسنةٌ ورفعه بها درجة وحطّ عنه بها خطيئةً " . عن أنس قال " كنا نكره أن ينتف الرجلُ الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته " . (9) تغيير الشيب بالحناء والحمرة والصفرة ونحوها . قال رسول الله " إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم " . قال رسول الله " إن أحسن ما غيّرتُم به هذاالشيب الحناء والكتم " . وأما حديث جابر قال " جيء بأبي قحافة والد أبي بكر يوم الفتح إلى رسول الله وكان رأسه ثغامة فقال رسول الله " اذهبوا به إلى بعض نسائه فلتغيره بشيء وجنبوه السواد " . رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي فإنه واقعة عين ووقائع الأعيان لا عموم لها ثم إنه لا يستحسن لرجل كأبي قحافة وقد اشتعل رأسه شيباً أن يصبغ بالسواد فهذا مما لا يليق بمثله . (10) التطيُّب بالمسك وغيره من الطّيب الذي يسر النفس ويشرح الصدر وينبه الروح ويبعث في البدن نشاطاً وقوة . قال رسول الله " حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب وجُعلت قرة عيني في الصلاة " . قال رسول الله " من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة " . أن رسول الله قال في المسك " هو أطيب الطيّب " . كان ابن عمر يستجمر بالألوّة وبكافور يطرحه مع الألوّة ويقول هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق