بسم الله الرحمن الرحيم * وبعد . . تعريف الأضحية ؟ الأضحية والضحية هي اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق تقرّ باً إلى الله . مشروعيتها ؟ شرع الله الأضحية بقوله " فصلّ لربّكّ وانحر " وقول الله " والبُدن جعلناها لكم من شعائر الله لكُم فيها خيرٌ " والنحر هنا هو ذبح الأضحية ، وثبت أن رسول الله ضحى وضحى المسلمون وأجمعوا على ذلك . فضل الأضحية ؟ أن رسول الله قال " ما عمل أدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبُوا بها نفساً " . حكمها ؟ الأضحية سنة مؤكدة ، يكره تركها مع القدرة عليها ، أن رسول الله ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر " قال رسول الله " إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره " . وقول الرسول أراد أن يضحي دليل على السنة لا على الوجوب . متى تجب الأضحية ؟ ولا تجب إلا بأحد أمرين (1) أن ينذرها ، لقول رسول الله " من نذر أن يطيع الله فليطعه " وحتى لو مات الناذر فإنه تجوز النيابة فيما عينه بنذره قبل موته . (2) أن يقول هذه أضحية أو هذه لله . حكمتها ؟ والأضحية شرعها الله لذكرى إبراهيم وفداء إسماعيل ، وتوسعة على الناس يوم العيد ، كما قال رسول الله " إنما هي أيام أكل وشرب وذكر لله " . ممّ تكون الأضحية ؟ ولا تكون الأضحية إلا من الإبل والبقر والغنم ، ولا تجزي من غير هذه الثلاثة ، لقول الله " ليذكُرًوا اسم الله على ما رزقهُم من بهيمة الأنعام " ، ويجزيء من الضأن ماله نصف سنة ، ومن المعز ماله سنة ، ومن البقرة ماله سنتان ، ومن الإبل ماله خمس سنين ، يستوي في ذلك الذكر والأنثى من بهيمة الأنعام ، قال رسول الله " نعمت الأضحية الجذع من الضأن " ، قال رسول الله " لا تذبحوا إلا مسنة فإن تعسر عليكم فاذبحوا جذعة من الضأن " ، والمسنة الكبيرة هي من الإبل مالها خمس سنين ، ومن البقر ماله سنتان ، ومن المعز ماله سنة ، ومن الضأن ماله سنة أو ستة أشهر ، وتسمى المسنة بالثنية . ، الأضحية بالخصي ؟ " ضحى رسول الله بكبشين أملحين موجوءين خصيين " ولأن لحمه أطيب وألذ . مالا يجوز أن يضحي به ؟ منشروط الأضحية السلامة من العيوب فلا يجوز الأضحية بالمعيبة مثل (1) المريضة البين مرضها . (2) العوراء البين عورها . (3) العرجاء البين ظلعها . (4) العجفاء التي لا تُنقي . قال رسول الله " أربعة لا يجزئ في الأضاحي : العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تُنقي " (5) العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها ، ويلحق بها الهتماء والعصماء والعمياء والتولاء والجرباء التي كثر جربها . ، وقت الذبح ؟ الأضحية لا تذبح إلا بعد طلوع الشمس من يوم العيد أي بعد صلاة عيد الأضحى ، ويصح ذبحها بعد ذلك في أي يوم من الأيام الثلاثة في ليل أو نهار . قال رسول الله " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء " . ، خطب رسول الله يوم النحر فقال " من صلى صلاتنا ووجه قبلتنا ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يصلي " ، قال رسول الله " من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب سنة المسلمين " . ، كفاية أضحية واحدة عن البيت الواحد ؟ إذا ضحى الإنسان بشاة من الضأن أو المعز أجزأت عنه وعن أهل بيته . فهي سنة كفاية . ، جواز المشاركة في الأضحية ؟ تجوز المشاركة في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقرة أو الجمل عن سبعة أشخاص إذا كانوا قاصدين الأضحية والتقرب إلى الله ، عن جابر قال : نحرنا مع رسول الله بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة " . ، توزيع لحم الأضحية ؟ يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب ويتصدق منها على الفقراء . قال رسول الله " كلوا واطعموا وأدخروا " . ، قال العلماء الأفضل أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويدخر الثلث . ويجوز نقلها ولو إلى بلد آخر , ولا يجوز بيعها ولا بيع جلدها . " ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر وله أن يكافئه نظير عمله " وإنما يتصدق به المضحى أو يتخذ منه ما ينتفع به . وعند مذهب أبي حنيفة أنه يجوز بيع جلدها ويتصدق بثمنه وأن يشتري بعينه ما ينتفع به في البيت . ، المضحي يذبح بنفسه ؟ يسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول : بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا عن فلان ويسمى نفسه ، فإن رسول الله ذبح كبشاً وقال " بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا عني وعن من لم يضح من أمتي " ، فإن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره ، فإن رسول الله قال لفاطمة : " يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملته ، وقولي إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين " فقال أحد الصحابة : يارسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة أو للمسلمين عامة ؟ فقال رسول الله " بل للمسلمين عامة " . صدق رسول الله . (( آخردعوانا الحمدلله ربّ العالمين )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق