الخميس، 13 أكتوبر 2011

{{ رمي الجمار }}

بسم الله الرحمن الرحيم *** وبعد .. حكمه ؟ حكم رمي الجمار واجب ، وليس بركن ، وأن تركه يجبر بدم . عن جابر رضي الله عنه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على راحلته يوم النحر ، ويقول : (( لتأخذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه )) . (( أصل مشروعيته )) ؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما أتى إبراهيم عليه السلام المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض . ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض . ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض . (( حكمته ))؟ حكمة رمي الجمار يقصد الرامي به الانقياد للأمر ، وإظهاراً للرق والعبودية ، وانتهاضاً لمجرد الامتثال ، من غير حظ للنفس والعقل في ذلك . ثم ليقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام ، حيث عرض له إبليس لعنه الله . في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية . فأمره الله أن يرميه بالحجارة طرداً له وقطعاً لأمله . (( قدر كم تكون الحصاة ، وما جنسها ؟ )) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هات ، ألقط لي ، فلقطت له حصيات هي حصى الخذف ، فلما وضعتهن في يده قال : بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك الذين من قبلكم الغلو في الدين )) واتفق الجمهور : على أنه لا يجوز الرمي إلابالحجر ، وأنه لا يجوز بالحديد ، أو الرصاص . وخالف في ذلك الأحناف ، فجوزوا الرمي بكل ما كان من جنس الأرض ، حجراً أوطيناً أوآجرّاً أو تراباً أو خزفاً . (( عدد الحصى )) ؟ عدد الحصى الذي يرمي به ، سبعون حصاه ، أو تسع وأربعون . سبع يرمي بها يوم النحر ، عند جمرة العقبة . وإجدى وعشرون في اليوم الحادي عشر ، موزعة على الجمرات الثلاثة ، ترمي كل جمرة منها بسبع . وإحدى وعشرون يرمي بها كذلك في اليوم الثاني عشر . وإحدى وعشرون يرمي بها كذلك في اليوم الثالث عشر . فيكون عدد الحصى سبعين حصاه . فإن اقتصر على الرمي في الأيام الثلاثة ، ولم يرم في اليوم الثالث عشر جاز . ويكون الحصى الذي يرميه الحاج تسعاً وأربعين . (( أيام الرمي ))؟ أيام الرمي ثلاثة أو أربعة . يوم النحر ، ويومان أوثلاثة من أيام التشريق . قال الله تعالى : (( واذكُروا الله في أيام معدُودات فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتّقى ))(( الرمي يوم النحر )) ؟ الوقت المختار للرمي ، يوم النحر ، وقت الضحى بعد طلوع الشمس . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما رماها ضحى ذلك اليوم . (( هل يجوز تأخير الرمي إلى الليل ؟ )) إذا كان فيه عذر يمنع الرمي نهاراً ، جاز تأخير الرمي إلى الليل . أن ابنة لصفية امرأة عمر نفست بالمزدلفة ، فتخلفت هي وصفية . حتى أتتا منى بعد أن غربت الشمس من يوم النحر ، فأمرهما ابن عمر أن ترميا الجمرة حين قدمتا ، ولم ير عليهما شيئاً . أما إذا لم يكن فيه عذر فأنه يكره التأخير ، ويرمى بالليل ، ولا دم عليه عند الأحناف والشافعية . (( الترخيص للضعفة وذوي الأعذار بالرمي بعد منتصف ليلة النحر ))لا يجوز لأحد أن يرمي قبل نصف الليل الأخير بالإجماع ويرخص للنساء والصبيان والضعفة وذوي الأعذار ورعاة الإبل : أن يرمي جمرة العقبة من نصف ليلة النحر . عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أم سلمة ليلة النحر فرمت قبل الفجر ثم أفاضت . (( الرمي في الأيام الثلاثة )) : الوقت المختار للرمي في الأيام الثلاثة يبتدىء من الزوال إلى الغروب . (( أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمار عند زوال الشمس أو بعد زوال الشمس . (( الوقوف والدعاء بعد الرمي في أيام التشريق )) : يستحب الوقوف بعد الرمي مستقبلاً القبلة داعياً الله وحامداً له ، مستغفراً لنفسه ولإخوانه المؤمنين . ( أن رسول الله كان إذا رمى الجمرة الأولى التى تلي المسجد رماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ذات اليسار إلى بطن الوادى فيقف ويستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو وكان يطيل الوقوف ، ثم يرمي الثانية بسبع حصيات يكبر من كل حصاة ثم ينصرف ذات اليسار إلى بطن الوادي فيقفويستقبل القبلة رافعاً يديه ثم يمضي حتى يأتي الجمرة عند العقبة ، فيرميها بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة ثم ينصرف ولا يقف .)) (( الترتيب في الرمي )) : الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه بدأ رمي الجمرة الأولى التي تلي منى . ثم الجمرة الوسطى التي تليها ، ثم جمرة العقبة . والترتيب سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وثبت عنه أنه قال (( خذوا عني مناسككم ))(( استحباب التكبير والدعاء مع كل حصاة ووضعها بين أصابعه )) عن سلمان ابن الأحوص عن أمه قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة راكباً ورأيت بين أصابعه حجراً فرمى ، ورمى الناس معه )) (( النيابة في الرمي )) ؟ من كان عنده عذر يمنعه من مباشرة الرمي كالمرض وغيره ، واستناب من يرمي عنه . قال جابر رضي الله عنه حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان ، فلبينا عن الصبيان ، ورمينا عنهم . (( آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق