الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

{{ قصة الذبيح (( إسماعيل عليه السلام )) }}

بسم الله الرحمن الرحيم * وبعد . . يذكر الله تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحاً فبشره الله بغلام حليم وهو : إسماعيل عليه السلام ؛ لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عُمر إبراهيم الخليل عليه السلام . لأنه أول ولده وبكره . وقوله " فلما بلغ معه السعي " أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه ، أي شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل ، فلما كان هذا رأى إبراهيم في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا ، ورؤيا الأنبياء وحي ، وهذا اختبار من الله لخليله في أن يذبح هذا ألولد العزيز الذي جاءه على كبر وقد طعن في السن بعدما أمر بأن يسكنه هو وأمه أي إسماعيل وأمه هاجر في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس ولا زرع ولا ضرع ، فامتثل إبراهيم أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً ورزقهما من حيث لا يحتسبان . ثم لما أمرإبراهيم بعد هذا كله بذبح ولده إسماعيل هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ، أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته ، ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسراً ويذبحه قهراً " قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ؟ " فبادر الغلام الحليم إسماعيل سر والده الخليل إبراهيم فقال " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد . قال الله " فلما أسلما وتله للجبين " أسلما أي استسلما لأمر الله وعزم على ذلك والمعنى " تله للجبين " أي ألقاه على وجهه ، قيل أراد أن يذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حال ذبحه ، قيل بل أضجعه كما تضجع الذبائح وبقي طرف جبينه لاصقاً بالأرض ، وأسلما ، أي سمي إبراهيم وكبّر وتشهد إسماعيل للموت ، أمرّ إبراهيم السكين على حلق إسماعيل فلم تقطع شيئاً ، فعند ذلك نودي من الله " أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا " أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك وبذلت ولدك للقربان كما سمحت ببدنك للنيران وكما مالك مبذول للضيفان ! ولهذا قال الله " إن هذا لهو البلاء المبين " أي الاختبار الظاهر البيّن ، وقوله " وفديناه بذبح عظيم " أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يسره الله له من العوض عنه وهو: كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطاً بسمرة في ثبير ، هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء فذبحه وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه ، فذبحه بمنى ، وقيل ذبحه بالمقام . قال ابن عباس رضي الله عنه : أن رأس الكبش لم يزل معلقاً عند ميزاب الكعبة قد يبس . وعن معاوية قال : أن رجلا قال لرسول الله " ياابن الذبيحين : فضحك رسول الله " . عن صفية بنت شيبة قالت : أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عليه أهل دارنا قالت : أرسل رسول الله إلى عثمان ابن طلحة وقالت مرة : إنها سألت عثمان : لم دعاك رسول الله ؟ قال : قال لي رسول الله " إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت الحرام  فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرها فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي " . قال الله تعالى : (( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين * )) صدق الله العظيم . (( آخردعوانا الحمد لله رب العالمين )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق