الاثنين، 17 أكتوبر 2011

{{ حجة الرسول صلى الله عليه وسلم }}

بسم الله الرحمن الرحيم * وبعد .. عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة : أن رسول الله حاج فقدم المدينة بشرٌ كثير كلهم ياتمس أن يأتم برسول الله ويعمل مثل عمله . فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عُميس محمد ابن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله : كيف أصنع ؟ قال (( اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي )) فصلى رسول الله في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدّ بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به . فأهلّ بالتوحيد :(( لبك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )) وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله عليهم شيئاً منه ولزم رسول الله تلبيته .قال جابرابن عبد الله رضي الله عنه : لسنا ننوي إلا الحج . لسنا نعرف العمرة ، حتى إذا أتينا البيت معه ، استلم الركن فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ (( واتّخذُوا من مقام إبراهيم مُصلّى )) فكان يقرأ في الركعتين ( قل هو اللهُ أحد ) و(قُل ياأيُّها الكافرون )ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا . فلما دنا من الصفا قرأ (إنّ الصّفا والمروة من شعائر الله ) أبدأبمابدأالله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت الحرام فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال((لاإلهإلاالله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لآإله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )) ثم دع بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المرزة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدنا مشى حتى إذا أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا . حتىإذا كان أخر طوافه على المروة فقال (( لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عُمرة فمن كان منكم ليس معه هديٌ فليحل وليجعلها عُمرة )) فقام سراقة ابن مالك ابن خثعم فقال (( يارسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله أصابعه واحدة في الأخرى وقال : دخلت العُمرة في الحج مرتين لا بل لأبدأبد)) وقدم عليُّ من اليمين يُبدن للنبي فوجدنا فاطمة رضي الله عنها ممن حلّ ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت , فأنكرذلك عليها فقالت : أن أبي أمر بهذا . قال فكان عليُّ يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله مُحرشاً على فاطمة للذي صنعت مستفتياً لرسول الله فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها . فقال صدقت ، ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال قلت اللهم إني أهلّ بما أهلّ به رسولك) . قال فإن معي الهدي فلا تحل . قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به عليّ من اليمن والذي أتى به رسول الله مائة . فحل الناس كلهم وقصروا إلا رسول الله ومن كان معه هدي . فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر . ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة . فسار رسول الله ولا تشك قريشّ إلا أنه واقفٌ عند المشعر الحرام ، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية . فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال:(( أن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة ابن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول رباً أضع ربانا ، ربا عباس ابن عبد المطلب فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يو طئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرّح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالةا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ،فقال بإصبعه السبابه يرفعها إلى السماء ينكتها إلى الناس ، اللهم أشهد اللهم فاشهد . ثم أذّن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئاً ثم ركب رسول الله حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل جبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى (( أيها الناس السكينة السكينة ))كلما أتى جبلاً من الجبال أرخى لها قليلاُ حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبّح بينهما شيئاُ ثم اضطجع رسول الله حتى طلع الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً . فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل ابن العباس وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً  فلما دفع رسول الله مرت به ظُعُن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله يده على وجه الفضيل فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر فحول رسول الله يده من الشق الآخر على وجه الفضل  يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر حتى أتى بطن مُحسّر . فحرك قليلاً ثم سلك الطريق الوسطى التى تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بيده ثم أعطى علياً فنحر ماغبر وأشركه في هديه ثم أكلا من لحم بدنه وشرب من مرقها . ثم ركب رسول الله فأفاض إلى البيت الحرام فصلى بمكة الظهر فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال (( انزعوا بني عبد المطلب فلول أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم )) فناولوه دلواً فشرب منه . هذه هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجه والآتي به مقتد به وممتثل لقوله (( خذوا عني مناسككم )) وحجه صحيح . (( آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق