بسم الله الرحمن الرحيم *** وبعد . . الجمع بين الصلاتين في السفر وقت إحداهما جائز في قول أكثر أهل العلم لا فرق بين كونه نازلاً أو سائراً . عن معاذ أن رسول الله كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر وإذا ارتحل قبل أن تزيع الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر وفي المغرب مثل ذلك ، إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء ، وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم نزل فجمع بينهما . عن كريب عن ابن عباس أنه قال ألا أخبركم عن صلاة رسول الله في السفر ؟ قلنا بلى قال كان إذازاغت له الشمس في منزله جمع بين الظهر والعصر قبل أن يركب وإذا لم تزغ له في منزله سار حتى إذا حانت صلاة العصر نزل فجمع بين الظهر والعصر وإذا حانت له المغرب في منزله جمع بينها وبين العشاء وإذا لم تحن في منزله ركب حتى إذا كانت العشاء نزل فجمع بينهما . وإذا سار قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمع بينها وبين العصر في وقت العصر ، والجمع بين الصلاتين بعذر السفر من الأمور المشهورى المستعملة فيما بين الصحابة والتابعين . عن معاذ أن رسول الله أخر الصلاة في غزوة تبوك يوماً ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً . ولا تشترط النية في الجمع والقصر ، ورسول الله لما كان يصلي بأصحابه جمعاً وقصراً لم يكن يأمر أحداً منهم بنيه الجمع والقصر بل خرج من المدينة إلى مكة يصلي ركعتين من غير جمع ثم صلى بهم الظهر بعرفة ولم يعلمهم أنه يريد أن يصلي العصر بعدها ثم صلى بهم العصر ولم يكونوا نووا الجمع وهذا جمع تقديم وكذلك لما خرج من المدينة صلى بهم بذي الحليفة العصر ركعتين ولم يأمرهم بنية قصر وأما الموالاة بين الصلاتين فقد قال والصحيح أنه لا يشترط بحال لا في وقت الأولى ولافي وقت الثانية فإنه ليس لذلك حد في الشرع ولأن مراعات ذلك يسقط مقصود الرخصة ، قال المذهب الشافعي لو صلى المغرب في بيته بنية الجمع ثم أتى المسجد فصلى العشاء جاز . (( آخردعواناالحمدلله ربّ العالمين )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق