الاثنين، 21 نوفمبر 2011

{{ سنن الوضوء }}

بسم الله الرحمن الرحيم *** وبعد . . سنن الوضوء أي ماثبت عن رسول الله من قول أو فعل من غير لزوم ولا إنكار على من تركها .وهي (1) التسمية في أول الوضوء . (2) السواك من سنن الوضوء ويطلق على العود الذي يستاك به وعلى الاستياك نفسه وهو ذلك الأسنان بذلك العود أو نحوه من كل خشن تنظف به الأسنان وخير ما يستاك به عود الأراك الذي يؤتى به من الحجاز لأن من خواصه أن يشد اللثه ويحول دون مرض الأسنان ويقوي على الهضم ويدر البول وإن كانت السنة تحصل بكل ما يزيل صفرة الأسنان وينظف الفم كالفرشاة ونحوها . أن رسول الله قال " لولا أن أشقٌ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " . عن عائشة أن رسول الله قال " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " . وهو مستحب في جميع الأوقات ولكن في خمسة أوقات أشد استحباباً (1) عند الوضوء (2) عند الصلاة (3) عند قراءة القرآن (4) عند الاستيقاظ من النوم (5) عند تغير الفم . والصائم والمفطر في استعماله أول النهار وآخره سواء . عن عامر ابن ربيعة قال " رأيت رسول الله مالاأحصي يتسوك وهو صائم " . وإذااستعمل السواك فالسنة غسله بعد الاستعمال تنظيفاً له . عن عائشة قالت " كان رسول الله يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه " . ويستن لمن لا أسنان له أن يستاك بأصبعه . عن عائشة قالت يارسول الله الرجل الذي يذهب فوه أيستاك ؟ قال نعم قلت كيف يصنع ؟ قال رسول الله يدخل أُصبعه في فيه " . (3) غسل الكفين ثلاثاً في أول الوضوء . عن أوس ابن أوس الثقفي قال " رأيت رسول الله توضأ فاستوكف ثلاثاً " . أن رسول الله قال إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في إناء حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده " . (4) المضمضة ثلاثاً . عن لقيط ابن صبرة أن رسول الله قال " إذا توضأت فمضمض " (5) الاستنشاق والاستنثار ثلاثاً . أن رسول الله قال إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر " . والسنة أن يكون الاستنشاق باليمنى والاستنثار باليسرى . لحديث علي " أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ففعل هذا ثلاثاً ثم قال " هذا طهور رسول الله " وتتحقق المضمضة والاستنشاق إذا وصل الماء إلى الفم والأنف بأي صفة إلا أن الصحيح الثابت عن رسول الله أنه كان يصل بينهما . أن رسول الله تمضمض واستنثر بثلاث غرفات " . ويسن المبالغة فيهما لغير الصائم . عن لقيط قال قلت يارسول الله أخبرني عن الوضوء قال " أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " . (6) تخليل اللحية . عن أنس أن رسول الله كان إذا توضأ أخذ كفاً من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به وقال " هكذا أمرني ربي عز وجل " . (7) تخليل الأصابع . عن ابن عباس أن رسول الله قال " إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك " . عن المستورد ابن شداد قال رأيت رسول الله يخلل أصابع رجليه بخنصره " . (8) تثليث الغسل . وهو السنة التي جرى عليها العمل غالباً وما ورد مخالفاً لها فهو لبيان الجواز . جاء أعرابي إلى رسول الله يسأله عن الوضوء فأراه ثلاثاً ثلاثاً وقال " هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم " . وصح أن رسول الله توضأ مرة مرة ومرتين مرتين أما مسح الرأس مرة واحدة فهو الأكثر رواية . (9) التيامن . أي البدء بغسل اليمين قبل غسل اليسار من اليدين والرجلين . عن عائشة قال " كان رسول الله يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله " . أن رسول الله قال " إذا لبستم وإذا توضأتم فابدءوا بأيمانكم " . (10) الدلك وهو إمرار اليد على العضو مع الماء أو بعده . عن عبد الله ابن زيد " أن رسول الله أتى بثلث مد فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه " . أن رسول الله توضأ فجعل يقول هكذا يدلك " . (11) الموالاة أي تتابع غسل الأعضاء بعضها إثر بعض " بألا يقطع المتوضيء وضوءه بعمل أجنبي يعد في العرف انصرفاً عنه وعلى هذا مضت الُنة وعليها عمل المسلمون سلفاً وخلفاً . (12) مسح الأذنين .والسُّنة مسح باطنهما بالسبّابتين وظاهرهما بالإبهامين بماء الرأس لأنهما منه . عن المقدام ابن معد يكرب " أن رسول الله مسح في وضوئه رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وأدخل أصبعيه في صماخي أذنيه " . عن ابن عباس في وصه وضوء رسول الله " ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة " وفي رواية " مسح رأسه وأذنيه وباطنهما بالمسبحتين وظاهرهما بإبهاميه " . (13) إطالة الغرة والتحجيل . أما إطالة الغرة فبأن يغسل جزءاً من مقدم الرأس زائداً عن المفروض في غسل الوجه وأما إطالة التحجيل فبأن يغسل ما فوق المرفقين والكعبين . أن رسول الله قال " إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء " قال أبو هريرة فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " . عن أبي زرعة " أن أباهريرة دعل بوضوء فتوضأ وغسل ذراعيه حتى جاوز المرفقين فلما غسل رجليه جاوز الكعبين إلى الساقين فقلت ماهذا ؟ فقال هذا مبلغ الحلية " . (14) الاقتصاد في الماء وإن كان الاغتراف من البحر . عن أنس قال " كان رسول الله يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد " . عن عبيد الله ابن أبي يزيد أن رجلاً قال لابن عباس " كم يكفيني من الوضوء ؟ قال مد قال كم يكفيني للغسل ؟ قال صاع فقال الرجل لا يكفيني فقال ابن عباس لا أم لك قد كفى من هو خير منك رسول الله " . عن عبد الله ابن عمر أن رسول الله مر بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف يا سعد ؟ فقال وهل في الماء من سرف ؟ قال " نعم وإن كنت على نهر جار " . (15) الدعاء أثناء الوضوء . عن أبي موسى الأشعري قال أتيت رسول الله بوضوء فتوضأ فسمعته يدعو يقول " اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي " فقلت يارسول الله سمعتك تدعو بكذا وكذا قال " وهل تركن من شيء " ؟ . (16) الدعاء بعد الوضوء . عن عمر قال قال رسول الله " مامنكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " . عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله " من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رقٌ ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة " . وفي رواية " ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تُكسر إلى يوم القيامة " وصوّب وقفه . وأما دعاء " اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين " فهي في رواية الترمذي . (17) صلاة ركعتين بعد الوضوء . أن رسول الله قال لبلال " يابلال حدّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعتُ ذُف نعليك بين يديّ في الجنة قال ما عملت عملاٌ أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي " . عن عقبة ابن عامر قال قال رسول الله " ما أحدٌ يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة " . (( مكروهات الوضوء )) يكره للمتوضيء أن يترك سُنة من السنن المتقدم ذكرها حتى لا يحرم ثوابها لأن فعل المكروه يوجب حرمان الثواب وتتحقق الكراهية بترك السُّنة . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق